الشعر الإسلامي السواحلي مع الشاعر الإسلامي السواحلي عبد الل

قراءات في الشعر الإسلامي السواحلي
مع الشاعر الإسلامي السواحلي عبد الله بن ناصر

يتميز الأدب السواحلي أدب شرق القارة الإفريقية مثل: تنزانيا وزنجبار وكينيا وأوغندا بحسّه الإسلامي المتدفّق، وقد انطلقت آدابهم الإقليمية من المضامين الإسلامية، ولحبهم للرسول -صلى الله عليه وسلم- جاءت الكثير من قصائدهم في مدحه، كما نجد أنهم يفخرون دائماً بهُوِيّتهم الإسلامية أمام الاستعمار الأوروبي الغربي لبلادهم.
أما شاعرنا السواحلي الإسلامي عبد الله بن السيد علي بن ناصر، فإن قصائده لا تغادر الهموم الإسلامية مستنيرة بهدي الإسلام نابضة بمعانيه، وتُعدّ قصيدته (الانكشاف) التي تُرجمت ونُشرت مرات عديدة- من أبرز الشعر السواحلي في إفريقية، في معانيها وقدرتها على مخاطبة وجدان المسلمين لا سيما في شرق هذه القارة، وهي لم تخرج عن المسلكية الشعرية للشعر السواحلي؛ إذ تبدأ بالبسملة، وحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
باسم الله أبدأ
نظم هذا النظم
والرحمن أرسم
وبعدها يأتي الرحيم
أريد الحمد أقدمه
كي لا يأتي دارس يسأل:
"لقد افتُقِد الحمد"
هذا الاستفتاح الموفّق لدى الشاعر لم يأت عبثاً، لكنه تعبير عن حسٍّ مفعم بحب الله، والسير على نهجه القويم في البدء بالأقوال والأعمال؛ فكل قول أو عمل لم يبدأ بذكر اسم الله فهو أبتر مقطوع، كما ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولذلك التزم الشعراء الإسلاميون السواحليون بهذه المقدمة في جميع قصائدهم، بل يوغلون في تقصّي هذه المعاني الرفيعة:
ثم إن الحمد نور
يضيء لنا كالسراج
ونضم الصلاة والسلام
ونصلي على رسول الأنام (محمد)
وأنه وخاصة بني كنانة
ود تحذير قلبي
بأن يحذر هوى الدنيا
أو أن تغرّه حيل الشيطان!
قلبي: ألا تنتبه؟!
فما الذي غرّك يا قلب
قلبي: لِم لا تعتبر؟!
ألا تعلم أن الدنيا غرور؟!
فكيف تتبع الطرق الوعرة؟!
هكذا يسمي شاعرنا الإسلامي السواحلي عبد الله بن السيد علي بن ناصر قصيدته (الانكشاف)، وهو يفتخر بها لأنه يعدها: "عقداً خالصاً مُزداناً باللؤلؤ من كل طرف"؛ ولأن فيها كشفاً للذات وتوبة نصوحاً من أدران الذنوب والخطايا، ويلجأ الشاعر إلى الإيغال في المعاني المترادفة، مثل قوله: "يمحو عني ظلام الذنوب"، "ويطمس ظلام الجهل" "فينشر الضوء والنور" وليس المقطع السابق إلا توبة مرهفة صادقة إلى الله من هوى الدنيا، وكذلك يأتي تحذيره لقلبه من هذا الهوى، ومن الاغترار بحيل الشيطان، نازفاً شجى الأسئلة من قلب حي:
قلبي: ألا تنتبه؟!
فما الذي غرّك يا قلب؟!
قلبي لم لا تعتبر؟!
ويمعن الشاعر في إعراضه عن الدنيا، وتصويرها بصورة مزرية قبيحة، ساخراً ممّن يركن إليها:
الدينا جيفة، فلا تقترب منها
الإنسان (العاقل) لا يحبها إلا الكلاب
فكيف بك الحال أيها العاقل
وأنت تتنافس مع الكلاب فيدنسوك؟!
إن شاعرنا الإسلامي السواحلي عبد الله بن السيد علي بن ناصر يشرع قصيدته لإضاءات مشرقة من القرآن الكريم، والهدي النبوي الشريف، فالدنيا لديه متاع الغرور كما يشبهها الله في محكم آياته البينات، وهي جيفة كما صورها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من حديث، والكلاب هي التي تقبل، وتتنافس على الجيف، ويتساءل بمرارة وألم: كيف يتنافس العاقل على الدنيا مع الكلاب فيدنس نفسه معها؟ ومن خلال هذه الصور القبيحة للدنيا، استطاع الشاعر أن يبثّ في نفوسنا كره الدنيا، لنفرّ من روائحها الكريهة!!
ويختم الشاعر قصيدته من الهوى والحزن، مصوراً نهاية هذه الدنيا الزائلة رغم زينتها ومتاعها فيسأل قلبه الملتاع:
(والآن يا قلب سأسألك من ناجيك سؤالاً
واشرح لي بإطناب كي أفهم:
أين الوالدان اللذان أنجباك؟
أخبرني أين هما فأجيبهما
أين علي بن ناصر
وحموه أبو بكر
والشريف عيدروس ومحضر
أرني أين ذهبوا؟!
إنني أخبرك فاسمع لي:
لقد أدخلوا بيت الظلام
حيث لا نور ولا ضياء
وها هو نزلهم الذي نزلوه!
أين أبطال سلطنة باقي الشجعان
رجال النبل والطلعة البهية؟!
إنهم أدخلوا بيوت الرمال
ولم تعد الدولة دولتهم ولا السلطة سلطتهم
علماً بأنهم كانوا السادة والوزراء
وأينما ذهبوا ومعهم حشود الجنود
فأبتلعتهم أفواه القبور
وأسلكتهم سلاسل الموت!!
هكذا تؤوب القصيدة إلى مرجعيتها، وتشرع نوافذها إلى رؤى الإسلام في الحياة والموت، وفي الدنيا والآخرة، وهي تلح بعمق على الأساليب الإنشائية الطلبية التي تشعل الأشجان، وتسلمنا إلى حقيقة الموت الذي ينتظر الكبير والصغير، والوضيع والشريف : (اشرح لي بإطناب كي أفهم) ، (أين الوالدان اللذان أنجباك) ، (أخبرني أين هما فأجيبهما) (أين علي بن ناصر...)، (أرني أين ذهبوا).
وكي يكمل الشاعر السواحلي عبد الله بن السيد علي طرفي المعادلة في مقدمة قصيدته نراه بعد حمد الله يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم على أصحابه الخلفاء الراشدين الأربعة: أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب. ويكرر هذه الصلاة ويهب قصيدته قبساً من نور الله بتكرار حمده ومناجاته والتوسل إليه: (اللهم قاضي الحاجات)، ثم نجده يربط بين بعثة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وتوحيد الله، وتعلم هذا التوحيد وتفسيره فرسولنا عليه الصلاة والسلام بُعث للناس كافة ليعلمهم توحيد الله، ويخرجهم من ظلمات الكفر والشرك إلى نور الإسلام، ولذلك فإن قصيدة : (الانكشاف) لهذا الشاعر الإسلامي الكبير تظلّ تومض من التوحيد في جميع مقاطعها، وما أعظمه من توحيد!!
ونمضي من نصغي لهذه القصيدة (العقد) فيشدو لنا:
(سأنظم عقداً خالصاً
مزداناً باللؤلؤ من كل طرف
وأطلق عليه اسم "الانكشاف"
يمحو عني ظلام الذنوب
ويطمس ظلام الجهل
فينشر الضوء والنور
ويكون للذي يتأمل
توبة يُتاب بها عليه
أخيراً يظل هذا الشعر بحاجة إلى من يترجمه إلى العربية بصياغة إيقاعية أكثر قدرة على مخاطبة الذائقة العربية، كما أنه بحاجة إلى نقاد يقدمونه ويكشفون كنوزه وأسراره!
والأصحاب الأربعة المشهورين
نصلي عليهم أجمعين
عليهم الصلاة والسلام
اللهم قاضي الحاجات
صلّ على الرسول الذي أتى
بتوحيدك يا رب العباد
وعلّمنا تفسيره ومعناه
وبعد الانتهاء الكامل
من الحمد وترتيل الصلاة
فلأفصح عن مقالتي
التي تقصدها نيتي

اخي العزيز اشكرك على موضوعك الجميل والمفيد ونتمنا ان تعطي اكثر فاكثر

يسلمو على الرد والمرور الطيب منك خالد

عزيزي قرواني
اولاً نرحب بك أجمل ترحيب عضواً معانا في المنتدى وانشاء الله تستفيد وتفيد من خلاله
ثانياً شكراً جزيلاً لك على مواضيعك المميزة وتواصلك المستمر معنا
مرة آحرى اهلاً وسهلاً بك ولك مني كل الحب والتقدير

خالد ويسلمو على المرور الجميل

يعطيك العافيه << الطيف >>

ويسلمو ع المرور

ويارب اكون عند حسن ظن الجميع

تحياتي

( قرواني)

شكرا على المجهود

اخوي قرواني شكرا لك على المجهود المبذول وتقبل تحياتي